الأحد، 15 مارس 2015

مشهد اول من روايه ( أشياء عاديه )

                                         (قصص أخرى )
كان المطر يهطل منذ الساعات الأولى لفجر هذا اليوم. وزال يهطل بغزارة وشده وقد غدت التاسعه صباحا حين افاقت هند من نومها وقد قضت ليله مؤرقه لم تنم الا فى الرابعه فجرا كان صوت المطر قد بدأ يتسلل. الى اذنها من خلف زجاج النافذه. ولقد شعرت بالدفء يسرى فى جسدها وتنهدت وهى تتمطع كسلا والقت بنظرها نحو الشرفه جانبا من الزجاج لم تغطيه الستائر. نفذ من خلاله ضوء النهارمتسللا الى عينيها مداعبا همت بازاحه الغطاء لتفارق الفراش والقت به جانبا وتذكرت حين رأت نصفها السفلى عار الا من السروال الداخلى الدقيق الحجم انها عادت متعبه ولم تستكمل ابدال ملابسها فابتسمت فى وداعه لنفسها وهى تردد لنفسها : هذا كثير . لقد أصبت بفقدان ذاكره متكرر ونهضت متكاسله متجهه نحو نافذه الغرفه لتمتع عينيها بالمطرالذ ى يتسابق على زجاج النافذه من الخارج بغزارة والشوارع التى ابتلت بالكامل هذا مشهد لم تكن تحبه او تنتبه اليه منذ تسع سنوات وكثيرا ما كانت تختفى تحت الغطاء كى لا تسمع صوت المطر . لم تحب هذا المشهد الا حين التقت فى وقت ما برجل واحد احبته وتزوجته وفقدته ولازالت فى كل لحظه تتذكره بالاف التفاصيل التى كانت تجمعهما ..هذ رجل لم تنتظره فجاء على غير موعد ليكون الصدق الوحيد فى حياه كاذبه منذ خرجت اليها..هند لم تعرف عن الحياه الا ان تحصل على ما.تريد بأى طريقه لا يمنعها شىء ..وعندما انهت زواجها الاول .. من جمال الذى انتهى منها قبلا لانه اكتشف انها لا تصلح كزوجه فى الفراش لانه لم يفهمها وهى كذلك لم تفهم انوثتها فباتت المسافه تتباعد حتى اضحت جدارا صلبا بينهما فاختار ان يعرف نساء اخريات وفى فراشها وهكذا ترسخ بداخلها انه لا تصلح انثى .. وبعد سنوات ثلاث التقت بأميرها الذى نزعها من نفسها ... هنا تتوقف هند عندما كانت مطلقه ووحيده انطلقت تسهروتجارى راغبى الهوىوصاحبت الليل والملاه الليليه واعتمدت طريقه خطره لتحصل على المال السهل ونحت ضميرها جانبا .لم تبع جسدها ولكنهاكانت تقترب بالزبون من هذه النقطه لتحصل منه على امواله ثم تستخدم ذكائها المفرط فى انهاء العلاقه دون ان يصل اى رجل بها الى الفراش.وارتأت لنفسها هذا الدرب كطريقه حياه ،تذكر هند حين رأت محمد لاول مره كان محض صدفه وبدا انه منهك ومتعب من الاف الأ شياء ودار حديث قصيربينهما تعارفا خلاله ،بيد انها احست نحوه بشىء ما يشدها لمعرفه المزيد ..
تزيح هند الستار من خلف النافذه وتملأ عينيها بمنظر المطر المنهمر وتنحدر دمعه رقيقه من عينيها وتتنهد بألم دفين فى صدرها تنسحب نحو المطبخ وتشعل النار وهى تعد لنفسه فنجانا من النسكافيه ...(كان محمد يفعل هذا صباحا يعد قدحى النسكافيه ويداعبنى قبل ان يغدوا الى عمله) وهى تكمل مابدأت تنظر الى فخديها العاريين وتشرد قليلا ...الم يقل يوما لى احب أن أرى فخذيك الجميلين صباحا لأشعر بالنشوة ...؟؟؟؟ من سيغازلنى صباحا ...لقد مات سعيد زوجى الثالث وهو كان كهلا لم اجد معه أنوثتى أبدا لقد فجر الوغد محمد ينابيع أنوثه بداخلى لم أكن أعلم عنها شييء ،حقا كان وغدا رائعا.. والمؤسف أنه كان رائعا لدرجه لا تصدق ... انتهت من اعداد النسكافيه واحتضنت الكوب بكفيها وعادت الى حجرتها تجلس فى مواجهه النافذه تشاهد المطر من جديد وقد بدأ البرق يضرب فى الافق فيرتجف قلبها ..وتتذكركيف انها اخرجت كل من أحبتهم وأحبوها من حياتها .. تخطت الاربعين وابنها اختار ان يبقى لدى ابيه اغلب الوقت بعدما تسببت فى حرج بالغ له حين يسمع اشارات عن سوء سلوكها بين وسط من يعرفهم..ولا يدرى متى خرج رجل كان يناديه بأبى من حياتهما لتمسى حياه متقلبه مع أم مضطربه ،ومرتبكه نجحت فى ايذاء كل من احبت . تغوص هند فى المقعد وتحتضن الكوب الساخن وتنطلق من بين شفتيها سبه لمحمد الذى رحل منذ ست سنوات بعد زواج دام ثلاث سنوات فقط .. اللعنه عليك أيها الوغد الذى عشقت رائحه أنفاسه،كم اتمنى ان يضمنى صدرك الدافىءفى صباح بارد كهذا ،كم أشتاق اليك تداعبنى صباحا وتخطف أنفاسى من صدرى قالتها لنفسها بصوت مسموع ،بل ارادت ان تسمعها لنفسها وهى تغوص أكثر فى ذكرياتها كم كنت استمتع معك حتى أشعر بأنفاسى تختنق نشوة ومتعة،معه ،وربما اليوم تحديدا لسببين ،الأول انه كان يعشق المطر ويتأمله لساعات طوال فتسكن روحه ويصبح إنسانا فى غايه الدفء والعذوبه وكأن المطر مرتبط بأعماقه فيؤثر على روحه بشكل رائع لهذا كان يعشق المطر ومنه هى عشقت المطر والشتاء المطير ،فقد غرس محمد بداخلها الاف اللحظات الجميله وقت المطر لن تنساها مهما حاولت فمجرد انسياب المطر يعود بها الى أحضان هذا الرجل بلا ادنى تردد. السبب الثانى ان اليوم يوافق ذكرى العام السادس لطلاقهما نفس اليوم، ونفس التاريخ الثامن من يناير والذى. لن تنساه الا عندما تموت فقد كتبت لنفسها اول شهاده وفاه حقا . بيد انك أيها الوغد لم تتركنى فى أحضانك وتخلصت منى وانا احبك ولم أحسبنى سأظل أحبك حتى هذه اللحظه وبعدما مررت به وما سلكته فى حياتى كلها بعدك لقد سرت الى ابعد مسافه عنك كى اخرجك من قلبى وإذا بى قد ألقيت بنفسى فى حضن عشقى لك بلا هواده أنت وغد اتسم بالحب والحنان المطلق والتسامح اللا متناهى حتى صغرت امامك لدرجه الحقاره كنت كلما حاولت تحطيم هذا التسامح غلبتى قوتك الناعمه ، وهزمنى حنانك الجارف . لن تقتنع يوما بأنى أحببتك ولازلت إلى درجه العباده ، وفقدتك لهذا السبب فقد علمتنى أن احبك ولم تعلمنى كيف أتحمل جنونى بك ، كنت اصطنع فيك النواقص والعيوب وأدنس طهر مشاعرك بغباء حبى المحترق حتى اراك بشرا، فقد عرفتك حتى ظننت أنك أسطوره من فرط بساطه.تعبيرك وقدرتك على انتزاع الانثى منى بمجرد لمسه.لم أرد أن اصدق انك حقيقى وأنك زوجى أنا.كلما حكيت لصديقاتى رأيت نظره حسد لاتخفى كونى حظيت برجل متقد المشاعر والاحساس قوى بغير عنف تنساب قوتك بنعومه افقدتنى السيطره ،كونى حظيت بعاشق يعرف كيف يستخرج انوثتى ويطلق عنان متعتى بمنتهى السهوله واليسر وهن لا يعرفن اى من هذا . كنت ارى انك وهم لا يمكن ان يمسى حقيقه ،لا يوجد رجل به هذا القدر من الصبر والفهم والتسامح.جذبتنى من عالم الليل الصاخب فصرت انت كل عالمى،افقدتنى صوابى بحلمك وتأنيك أمام عصبيتى وغبائى ،حتى أنى لم أجد الا ان اجرحك بقسوة ،وعيرتك بفقرك المادى وهو مالم تخفيه عنى منذ اول لقاء بيننا ولم تعدنى بالثراء ولا الرفاهيه،ومع هذا عيرتك بالفقر المادى الذى لا يساوى شيئا أمام غنى نفسك وما لديك من ملاييين التفاصيل التى تصنع حياه صاخبه بمتعه ، حياه دافئه تتدفق فيها المشاعر بهدوء واستمرار،مازلت أذكر بكائى حين كان اول لقاء زوجى فى فراشنا واتضح لك ما أعانيه من فقد الأنوثه والأحساس الابكم وحيرتى فيما ينبغى لى ان اشعر به كزوجه ، وهنا يضمنى صدرك وتداعبنى بحنان ، هنا تعيد اكتشاف الانثى ، هنا عشقت حنانك وهدوءك وصبرك وانت تعلمنى كيف اضحى انثى لها بريق ورحيق،لازالت قبلتك على عنقى دافئه، ولا زالت قبلتك على بطنى ساخنه ، انت من قال لى اننى جميله حقا لو تركت الاحساس بالعجز خلفى ، أنت من استخرج من جسدى أمرأه أخرى لم التقى بها قبلك . كيف جعلتنى أشعر بالشبق وأنا لم أعرفه قبلا ؟؟ كيف اوصلتنى الى مرحله الرعشه الجنسيه ، وأنا التى لم تعرف قبلا معنى العلاقه نفسها؟؟ بالله أيها الوغد ،كيف جردتنى من ملابسى فى برد الشتاء بلا غطاء والتهب جسدى دفئا بين يديك ؟؟؟ كيف عرفت ماينقصنى ووجدته عندى ؟كيف داعبت جسدي وعلمتنى ان استمتع به ؟ لا ادرى كيف انفجرت كبركان من الرغبه بين يديك ليلا ونهارا ؟ 

الأربعاء، 23 يوليو 2014

فصل جديد 

اوراق من ((طعم الماء))  


لا تحاولى ان تتوارى وانت تعلمين انى اراك ..ليس بالعينان , انت فى داخلى كيان تبنيته واحسست به وعشت تفاصيله 
وحين تستترين منى اعلم انك تعدين لى جرحا جديدا .
انا حبيبتى احفظ تفاصيل عقلك الملتوى ,انا احببتك  برغم عمى انك يوما ستقتلينى ,وما حاولت ان القنك اياه دوما .
اقتلينى ..لكن لا تخسى الحب الذى فى قلبى لك , اقتلينى انا اتقبل هذا لو انه يعلمك معنى لحياتك .
ساكون سعيدا ان موتى لم ضع سدى .
انا تجاوزتك منذ سنوات ضوئيه بكل ما فى الكلمه من معنى ,اعجبنى فيك مناورتك وبراعتك فى الايقاع بى .فسلمت نفسى 
ولم اندم فلا تجعلينى نادما للابد.
انت مابقى لى من استحقاقات حياتى نحو النساء .اودعتك قدرتى على الحب وعلى العطاء .
ونسيت نفسى فى لحظه تستمنين فيها بين يدى . لاحظتك فى كل حين منذ الشجار الى المداعبه حتى تصلين الى شبقك وتهتزين 
رعشه بين ذراعى .
لم تلاحظى يوما انى كنت احب النظر فى عينينك لحظ استمنائك  ,لانها اللحظه الوحيده التى كنت فيها صادقه تماما .لا تدعين ولا
 تخادعين .لا سيطره لك هنا فى اللحظه .فقد بدأ ماءك ينساب مندفعا بكل تفاصيل رغبتك المحمومه فى ان تخفينى فى حضنك
والا تنهضى من اسفل احضانى .
وبعد ....
نفس العينين كاذبتين ..تمهدان لطعنه غاد ره غائره لن تشفى ابدا مهما حاولت  .. 
ومهما تداويت منها لن تشفى لانها مست روحى واسقمتها ..وانا لن اتيك باكيا ولن اتوسلك ..انا خلقت منك الانثى فى اشهر 
وانت قتلت فى الانسان فى لحظات ...
لم تتخيلى انى سمعت وعلمت انك تخططين لوأدى والانطلاق بحثا عن قطع ناقصه فى روحك لم يكملها غيرى .
وترى ؟؟؟؟
هل يعطيك غيرى هذه القطع ؟؟؟؟
ربما ..سنلتقى ..وانا لازلت نازفا وانت معافاه ...سابتسم لك ..ربما اقبلك .... وربما امنحك حضنا دافئا ..لكنى لا اعلم 
هل تعلمت انت شيئا بعد ؟؟؟
ولن اسأل فقد اعتدت منك انى اتسرب لأروى ظمأ سنوات الجفاف فى حياتك .
ثم اعود لأرحل وحدى وانت تنظرين خلف خطواتى على الطريق .
عفوا حبيبتى ..نفذ رصيدى العينى ..ولم ينفذ رصيدى المعنوى .

الاثنين، 30 يونيو 2014



استحمار حكومه والا حكومه مستحمره ...؟؟؟؟؟!!!!؟؟؟؟

من الاخر فى وسط انقطاع  الكهربا وتزيد اسعارها !!!
الميه مقطوعه ...ويزودوا الاسعار!!!!!!!!!
الناس مخنوقه وجابت اخرها ...هيغلوا الوقود ؟؟؟؟
الناس بتشحت عشان تاكل ..ويقولك اتقشفوا !!!!!! 
وهوفيه اكتر من ده قشف ....
بصراحه واللى يزعل  يولع ... مفيش فايده 
احمد زى الحاج احمد ....
مسئولين حمير من ايام فحت البحر
مؤسسات نخرها الفساد 
ذمم ماتت وعفنت ..... بيمثلوا انهم شغالين 
انزل الشارع اقطع داعى لو حسيت باى تغيير 
الشرطه عايزانا نبوس ايديها 
والجيش عايزنا نقوله يا بابا 
والوزا نزلو اسبوع الف شكر عملوا اللى عليهم 
والريس فاكر ده شعب لسه بيعرف يحب ويخلص لبلده 
مسكين والله الريس جاب لنفسه الصداع 
من فضلك يا ريس ...انا انتخبتك 
وعارف ان مفيش عصايه سحريه 
بس ممكن تقولى ناوى على ايه قريب 
مش عايزين كلا م حلو قولنا الحقيقه واحنا علينا ايه نعمله 
وحوش عننا الوزرا بتوعك بخفضوا العجز بقتلنا وسم لقمتنا والغلا والكوا فينا 
معدش معانا فلوس يا ريس ولا عندنا حاجه نبيعها 
قولنا هنعيش والا هنموت بالشكل ده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مستعدين نصبر بس نفهم 
وبرضه ارحمنا من وزراءك وجهلهم ....

الخميس، 13 مارس 2014

من رواية ....ابرام 




حين تسمع انجيلا اسمه يتراقص قلبها ويتزايد النبض حتى يكاد قلبها يتوقف غير مصدقة انه هنا بالفعل
  وما انا يعتدل فترى وجهه ويرى وجهها تنسحب مى مسرعة وتغلق الباب عليهما  . يهب محمد من الفراش  واثبا ويرفعهامن على الارض بلا اى تردد ..ولا مكان هنا لاى عقلانية فقد القت نفسها فورا بين ذراعيه ضمها بقوة كادت تزهق روحها لكنها لا تعبأمن هنا ولا تريد اى من امور الحياة هنا فى هذه اللحظة عادت روحها الى جسدها .
لم يحسب اى منهما كم دقيقة مرت وهى بين ذراعيه وهو يقبل رأسها ويعتذر لها وهى تبكى وتسيل دموعها مغرقة صدره يخشى ان يتركها فتختفى مجددا وتخشى ان تتركه فتزهق روحها .
وكالطفلة يجلسها على قدميه ويقبل خدها وما يسبب الذهول حقا ما يفعله الحب فقد شفى لحظة رأها وهى فورا استعادت حيوتها وامتلأ وجهها نورا واحمرت وجنتاها وانتفخت شفتاها .
نظرات طويلة كلها عشق ثم قبلة طويلة كانت الاولى بينهماعلى مدى العمر حتى الان تلاها عناق دافىء استمر طويلا لكنهما نسيا الزمن وكل ما يحيط بهما هكذا هما دوما يغيب الاحساس بالوقت والمكان عندما يلتقيان ..ينسج لهما زمنا من عالم الاساطير وتدور الارض بسرعة البرق فلا يشعران بغير وجود كلاهما معا .
هكذا محمد يسافر فى بحار عينيها العسليتان ويذهب الى كل موانىء العشق ليتوضأ من نقاء عينيها . فى حضرة انجيلا كل الوقت ملكه والحياة تسير وفقا لمعطياته هو وهى ..حين تكون انجيلا هنا فان كل اغانى والحان الحب تتوقف امام هذه السيمفونية الفريدة الوحيدة التى صنعها الخالق باوتار من الروح تسرى الى اعمق ما فى روحه ..انت تسكنين روحى التى تغادر معكى يا امرأة ماذا تفعل بنا الحياة .
انجى حبيبتى عيناك نهر لا ينضب من العشق وشلال من البراءة اهوى السقوط فيه واعتسل بمائه الطهور ..هلمى نصلى سويا لله الواحد رب البشر جميعا الذى ابدع تكوينك ولم يجعل لك مثيل بين نساء الارض فانت مؤكد حورية هبطت من الجنة لتسعد قلبى وتشقى عمرى بحبها .
لكنى ما ينسينى عذابى هو انك انت تحبيننى على بشريتى ..فلا كل كتب العشق  ستصف يوما ما احمله لك من الحب
نفس اللحظات التى يتأملها وتدور فى نفسه تلك الافكار هى تعاتبه فى صمت .
هيا اقتلعنى من جذورى خذنى اليك مزق كيانى واستخرج انثاك التى تعشق رائحة القهوة فى انفاسك وتذوب بين شفتيك الرقيقتين .
هيا مولاى انا امتك ملك يمينك احملنى من خاصرى اليك وارفعنى على صدرك الارض تدور بى كلما التقت عينانا من اجدر بك منى يا صانع انوثتى وملهم روحى ..
لا تتردد فلن يقتحم قلعتى فارس غيرك ولن يفوز برحيق عفتى الاك ولن اسلم الروح والجسد لغيرك راغبة مشتهية متمنية
ماذا تعنى كلمة احبك امام ما احمله لك فى نفسى .
الان ارى السماء تنفطر والرب يمد الى قلبا نابضا يدسه فى صدرى برفق ويحنوا على بابوته فتتراقص الحياة امامى واطرب للحن السماء.
الرب عنى راض الان لانه منحنى انت وحدى دون نساء العالم . ومالن تعطيك اياه غيرى يا سيد ايامى ومالك احلامى
الم اخبرك انك قبلتى وكنيستى ومسجدى ومعبدى . انت الاف من الاطياف الملائكية تسبح فى افلاكى .
ارواح كل القديسين تترنم لى طربا بك
ااااااااااااااااه
انطلقت عفوية من بين شفتيها فاذا هى بين شفتيه لا مجال للتردد ولا حسابات الكون الشقية والاقدار المؤلمة
 تجزم فى نفسها انها لوماتت الان فالرب سيدخلها الجنة لانها لن تحاسب على مالا تملك..وهذا قلبها وكل مابه من حب ملك هذا الرجل .ارسله الرب ليكون ملكا على عرش قلبها للابد .
تطول النظرات بينهما يعقبها عناق شديد وقبلة تحمل كل كلمات الحب التى اخترعت ليوم القيامة .ثم كلمة واحد ة تتردد عفوية ...أحبك .
لا تدرى كم طالت جلستها على قدميه ولاكم عناقا حدث ولا كم قبلة تبادلاها ولا كم الف كلمة احبك  قالها كلا منهما للاخر لكنهما الان شفيا من كل سقمهما وفى صمت يفترقان مجددا يداه تأبى تركها واصابعها كطفلة تشبثت بانامل ابيها حتى لا تتوه فى الطريق ودمعة مخفية تلمع فى الاعين وووو....عناق حار اخير وقبلة تلهب سطح الارض شوقا قالا فيها كل شىء
ثم وداعا .
تولت مى حمايتهما من اى ازعاج ..هذه الفتاة تعرف ماينبغى عمله حقا !!!
منذ هذا اللقاء شفى محمد  تماما وتعافت انجيلا وعادت الى حياتها مع ماجد اقل حزنا وكأبة لكن ماجد هو من تغير فقد سئم ان يعيش مع امرأة لا تشعر بوجوده .
وما بات يمزقه انه يحبها لكنه متأكد انها لا تحبه ولن تحبه ابدا .
كان يتسأل بينه وبين نفسه هل هذا ما يريده الرب؟؟؟
ان تتأبد حياة كل منا بالاخر على كره منا .انى احبها لكن لو املك ان اطلقها لفعلت حتى يتسريح كلا منا من عذابه المستمر.
حتى بعد ان لاتى ابننا ابرام للحياة لا اجد فيه شبها منى ..ولا حتى روحه بها منى شىء ..لكن معاذ الرب انا اعرف زوجتى قد لا تحبنى لكن لن تخوننى ..يواصل ماجد بيأس بضع سنوات قليلة اخرى فتولد مريم وتستغرق انجيلا فى اطفالها وتنسى وجوده وتكتفى بين الحين والاخر كل عدة اشهر بزيارة امها ولقاء محمد سرا باشراف مى ولقاءهما ابدا لم ينحدر للخيانة او الزنا ..
لا ينكران انهما يتعانقان بعشق وحب ويتبادلان القبل اكثر من الكلمات لكن هنا يتوقف كلاهما ولا يسيران لابعد من ذلك.
هذا هو الوقود الوحيد الذى الذى سمح بميلاد\ ابرام ومريم رغما عن الحياة الجافة التى تعيشها مع ماجد
وحتى بعدما تزوجت مريم كانت تلتقى محمد عندها دقائق
معدودة يقول فيها كلا منهما ما لديه للاخر فعناق دافىء ونظرة حنين وقبلة حب ثم ينتهى الامر الى هنا وفجأة بعد سنوات اربعه يختفى ماجد بحجة السفر للعمل بالخارج وتنقطع اخباره وتبحث بكل السبل يساعدها محمدج وابيها وابانوب اخيها فى الخارج لكن كأنه  اختفى من على سطح الدنيا كلها.
لم تؤتى البلاغات والمحاضر الرسمية شيئا ولم تستمع الكنيسة لها فماذا تطلب الان هى زوجته حتى لو اختفى ربع قرن ويزوزى الشباب وتفنى الصحة ولا تعلم لماذا يحدث هذا كانت كل الاسرة تتحرك بدافع  حماية الابنة من ان يؤثر غياب الزوج عليها . لم يدرك احدا ان وجوده نفسه لم يكن ذا اثر عليها

تمضى لا تبالى باى موضع وضعت قدم فقد مرت سنوات على ذبحها واعتادت ان ترى حبيبها بعيدا عن الاعين ولكن يوما لم يرتوى احدهما هناك شىء دائم الفصل بينهما انه يحبها وليست عشيقة فلن يجرها الى فراش الرزيلة وقد سبق واحبها قديسة طاهرة
كل ماهناك فى محمد وانجيلا قصة ممنوعة تنبىء ببركان مخفى تحت المزيد من الممنوعات والمحرمات ..بعد رحيل ماجد بعام واتت محمد  فرصة أن يسافر بعض الوقت لتحسين أحواله المالية المتعثرة دوما وقرر ان يبتعد لفترة لعل نيران الاشواق تهدأ بعض الشضىء قبل ان ينجرا الى ملا يطيقان .
وفى اللقاء الاخيركما اعتادت الهرة الصغيرة انجى ان تتكوم على حجره وتتخذ جلستها المفضلة بين احضانه طيلة الوقت كان لابد ان يخبرها
محمد : انجى انا فى طريقى للسفر فقد حظيت بعقد جيد
قبل ان يكمل نهضت من على قدميه وبحثت عن صندلها الرقيق وهى ترتديه دون صوت ونظرة عينيها تخترق صدره كالرصاصات .
يمسك بكفها : حبيبتى ماذا حدث
انجيلا : لا شىء ..اذهب فقد اعتدت ان ابقى فى النهاية وحيدة
محمد : انا لا اهجرك انا ابتعد لربما منحنا الله حلا افضل يجمعنا
انجى : هل سألحق بك اذا هناك وابقى معك ؟؟
محمد : اذا كنت تريدين سأكون سعيدا
انجيلا : فليكن اذهب وأعد السكن سالحق بك مع اطفالى
محمد : على الرحب والسعة انت كل احلامى
سأنصرف الان اشعر باختناق اتركنى امضى بعض الوقت وحيدة
يودعها وترحل فى صمت مغلف بغموض لا يظهر ما تنوى عليه .و لم يفهم الن كانت تعنى حقا ما قالت فهذا ما يتمناه بالفعل
لم يبد انها مترددة فقد عزمت على اجراء ما ..وبالفعل توجهت الى الكنيسة وهناك كان لقاءؤ عاصف مع القس
انجيلا : السلام عليك يا ابونا
القس : وعليكى بنيتى
انجيلا : اريدك فى امر ملح
القس : خادم الرب فى امرتك
انجيلا : يا ابت تلتهم النيران شبابى وتتوق نفسى الى هذا الرجل الغريب عن دينى القريب الى قلبى ..احترق وانا لازوجة ولا عزباء ولم اكن يوما اشعر به ورحل بلا اثر
ينظر اليها برحمة : اكملى بنيتى
انجيلا : هل قال الرب هذا ؟؟ هل من رحمة الرب ان يبتلينى بهذا العشق الممنوع على واحترق به للابد ؟
القس : الرب يا ابنتى العزيزة يمنحنا الخيار دوما لكننا غالبا ما نشقى باختيارنا
انجيلا : ليس صحيحا ..حين يكون قلبك بما يحوى من مشاعر ليس لك عليه سلطان فكيف تختار . يا ابت لا تقل لى كلاما محفوظا ..لا تبرر الحرمان وعو ما لم يقله الرب انا لم اختر حب هذا الرجل وهو لم يصحوا مبكرا ليقرر انه يحبنى ..كلانا يجرى فى جسد الاخر ويسرى فى شرايينه مع كل قطرة دم
القس : وهل حدث ...
تقاطعه : معاذ الله انا مسيحية تعرف حق ربها لم يخطىء اى منا كونه مسلما كان يحافظ على اكثر من ابى ..لم ينهش من شرفى ولم يهبط بى  الى درك الرزيلة ..تعاهدنا على الطهر والعفة وتقبلنا القدر عساه يرحمنا
القس مبتسما باطمئنان : احسنت واحسن لنفسه ولك فنعم الرجل الذى عرف ان الرب واحد يراكما  فخشاه فيكى وحفظ الامانة  لكن يا طفلتى الرب يطبخ قلوبنا بمعرفته فى خضم الابتلاء ويرفعنا الى ماهو فوق البشريات بروحانيه الايمان ونقاء السريرة ..فمن خافه فى سره لم يعصه فى جهره وانتما خفتما منه سرا .فقرى عينا ان البلاء راحل وصلتك بالرب باقية
انجيلا : يا ابت انا لست مريضة بحب الرجل ..انا احيا بهذا الحب واستمد منه قوتى ..فلم لا يسمح بزواجنا ؟؟؟
القس : هناك ما هو اكبر من رغباتنا الصغرى لكى تبقى الرعية فى حظيرة الراعى لا يشردون فتنهشهم ذئاب المعصية
يا بنيتى حين خلقنا الرب هو يحبنا ولكن ترك لنا الاختيار أن نحبه او لا ..فارسل الشيطان داعيا الى طريق الشر فالشرير لا يألو جهدا ان يحطم رباط القلوب بالرب
انجيلا :لقد فهمت ما ترمى اليه وانى اعلمك انى احمل الكنيسة ذنبى فقد هجرنى رجل لم احبه واعطيته ما املك لانه كان يريد مالا املك واليوم انا فريسة ضعفى فقط ؟؟؟؟؟
تواصل : مالكم كيف ترون الامور دائما اننا نحن الخطاة  ..ان كنا خطاه فقد وضعنا الرب فيها ورسم لنا الدرب الذى نسير عليه فلو لم نكن نسير فى ظل رغبته ..ماذا يقول للعصاه ؟؟ لستم ابنائى ولستم منى ؟؟لماذا خلقهم اذا؟؟
القس : يا ابنتى تفهمى فقط ان ما نحب اليوم قد ننفرمنه غدا وما نكره اليوم قد يكون كل مالدينا غداواننا اذ نختار ان نعذب انفسنا فى الدنيا فقد رحمناها من عذاب ابدى فى الاخرة . تذكرى يا ابنتى لاتبيعى دينك من اجل شهوتك ؟
تنظر اليه فى أسى وبصوت مبحوح : شهوتى ..؟؟أبعد ما قلته لك تقول شهوتى ..كان بامكانى منذ نصف الساعة ان اتجرد لحبيبى واروى شوقى اليه ..ولم افعل وهو لم يطلب ..انت لن تفهم ابدا ..انه يخبرنى انه راحل وسيتركنى وانت تحذرنى من شهوتى ..اى رجال انتم   ؟؟؟ لا ..لا الرب برىء منكم ..برىء منكم .
تغشى الدموع عينيها البريئتين وهى تنصرف من امام القس لا تجد الراحة لديه ولا تشعر انه وجدت ما تبغى هنا .
محمد وحيدا فى مقهى هادىء يتأمل احواله وحالها ينفث سيجاته فى نهم ويحتسى القهوة دون وعى ..عيناه شاردتان فى اللاشىء لا يرى بهما الا انجيلا بين احضانه ..كل هذه السنوات وهو يحبها ويعشق رائحة انفاسها .
يرى روحها الشفافة ويذوب فيها ويعلم القدر المستحيل بينهما ..لم يكن لديه فتاة احلام سوى انجى المعشوقة الصغيرة التى مازلت طفلته التى رباها وذاكر لها دروسها وشاركها فرحة النجاح عاما بعد الاخر حتى استدارت الانثى التى يحلم بها كل رجال الارض ومن بينهم اختار قلبها هذا الرجل الفقير المسلم .
لو حكى لى صديق تلك القصة ما كنت اشعر بها مؤكد هكذا ..يوم اوصلت اخيها ابانوب الى المطار كنت ارى فى عينيه حزنا دفينا وهو يتمزق لاجلها ولاجلى ..
اذكر حين عانقته مودعا شعرت انه لن يعود من كلماته التى يخنقها بكاء عصى على التحرر من عينا الرجل الذى رافقنى عمرا وهو يوصينى فى كلمات مختصرة مفهومة ::محمد اخى وصديق عمرى ..لوصيك باهلى جميعا فانت مكانى بينهم .
أوصيك بانجى ..ليس لها غيرك بعد الله انت كل دنياها ..ليتها كانت معى وليتك كذلك هناك فى بلاد الاجانب كنتما ستجدان ما تهفوان اليه ..لكنه قدركما ..اخى ..انجيلا امانة بين يديك لا تكسرها فهى ارق من زهرة برية صغيرة .
قال كلماته وغلبه الدمع فانصرف غير مودع واختفى منذ هذا الوقت والامانة ضاعت منى وتحطمت عشرات المرات
والان اقضى عليها برحيلى .. لا ادرى كيف قررت هذا والان لكن لو بقيت قليلا لن استطع منع نفسى عنها ..تلك العصفورة الصغيرة التى تحرك كل ما بى من مشاعر وتحملنى الى وادى الحياة على اطراف اناملها ..لم اخبر هذه الصغيرة يوما ان رحيلى هو الموت لى قبلها .ظنى انى لو رحلت ستكمل حياتها وان تألمت بعض الشىء ..وألمها يمزق صدرى كدت اموت هما وحزنا حين تزوجت ..حقا لا اعلم ماذا انا فاعل الارض تميدبى .
هائمة على وجهها تمر بجوار احد المساجد ترى المصلين يغاد\رون  وتلمح الامام فتتحين وحدته وتنفرد به فى المسجد  يصدم حين يرى هذا الملاك الفاتن داخل المسجد .لكنها تقطع عليه الاسترسال فى الصدمة
انجيلا : انا مسيحية يا شيخ فلا تشيح بوجهك عنى ..انا ضائعة وارجوا الارشاد
يغض البصر وهو يناولها عباءته تستر نفسها بها : ماذا بك
انجى : استمع الى بقلبك فانا قادمة لتوى من الكنيسة ولم اجد اجابات هناك فلعلى اجدها هنا .
           انا اعشق رجلا مسلما تربيت بين يديه وعلى يديه علمنى ككل ما اعرف عن الدنيا ..سنوات طوال ولم يستبح عرضى ولا شرفى كان يرعانى كالطيف . حاول كلا منا ان يقلع عن حب الاخر ..محال لم يعد هذا ما نريد
الشيخ : وكيف لى ان اساعدك؟؟
انجيلا : اجبنى هل خلق الله الحب لنشقى به ؟؟
الشيخ : كل ما منحنا الله خير لنا ولكن كيف نستخدمه هذا ما يسبب لنا الراحة او الشقاء..هل حدث بينكما شىء يغضب الله ؟
انجيلا : كلا ..ولماذا يسأل الجميع هذا السؤال نحن نحب بعضنا ولم يذهب احدنا بالاخر الى الخطيئة.. لماذ كلكم تفكرون ان الحب مرادف للزنا ..ابدا لم يفعل بى هذا ولم افكر فى هذا ولو اراد هذا لن اتردد فى منحه كل ما عندى
تبدوا نظرة عبوس على وجه الشيخ
فتكمل دون ان تهتم له :جئتك اسألك لماذا زواجى به امر محرم ..لقد تزوجت رغما عنى لمن ذبحنى كالشاة على فراشه واخيرا هجرنى ..اخبرنى هل الرب اراد هذا عندما خلقنا
الشيخ : لم يرد بنا الا الخير ..ولم يسألنا الا التقوى
انجيلا : وهل من التقوى ان نحترق بمشاعر لا ذنب لنا فيها؟؟
الشيخ : مؤكد لا
انجيلا : لانه يريد ان يسافر الان ..وانا وحيدة وقد اقتل نفسى فى بعده
الشيخ : يا ابنتى الحل الوحيد ان تشهرى اسلامك وقتها يصبح زواجك باطل بحكم تغير الديانة فتصبحين مسلمة ويحق لك الزواج منه ..
انجيلا : هذا اخر ما اريده ..الرب يعلم انى لا افرق بين دينى ودينه فلا ارى ما يجعل اى منا يترك دينه.. وكذلك القضية ليست الدين ..قضيتى اننا لم نرتكب خطيئة فلماذا

الأربعاء، 13 مارس 2013

طعم الماء



3 - طعم الماء
نفس لمشهد منذ أربع سنوات مع اختلاف بسيط , وهوالشخص الجالس أمامى ,كانت حنان الشخص الأول ,وكانت زوجتى فى ذات الوقت , ولكن لم تعد هكذا.
الشخص الحالى هو صديق لى اختلف مع حبيبته,وهى فى منزلة ابنة لى ,كنت أرى فيهما شيئا فتنى على مدار العمر , هو يذكرنى بنفسى فى نفس سنه وهو يقترب من الثلاثين , وهى فى بداية العشرينات .
موروث الغباء الاجتماعى يقتل حبهما بمنتهى العنف وهما ينصاعا وراء هذه الموروثات الغبية .
فى هذا التوقيت كنت أحاول أن أقرب وجهات النظر حبا فيهما , وفى قصتهما البريئة .
وتذكرت هذه القصة وأنا أحكيها له .
كنت يوما قد كتبت روايتى ( طعم الماء ) وهىقصة تتحدث ببساطة عن غباء البشر حين يمنحهم القدر ملم يكونوا يحلمون به .
كانت قصتى الحقيقية حين أدركت أن زوجتى فى طريقها لهدم حياتنا معا بعد أن منحنا الله كل شىء.ولم يبقى الا أن ندرك هذه النعم .
فكتبت طعم الماء , تقول الرواية فى ملخصها , أن هناك من الأشياء الثمينة فى حياتنا مالا ندركه الا بعد فقدانه .
ومن أهم هذه الاشياء فى حياة البشر الماء الذى خلقه الله سرا وسببا للحياة وقال عز من قال ( وخلقنا من الماء كل شيء حى )..,كل حى على الأرض خلق من الماء .
ماذا يوجد فى الماء ؟؟
لا شىء ؟؟ليس له طعم ولا لون ولا رائحة ,ولا شكل ثابت , ومع ذلك هو أساس الحياة
يتكون من أعتى وأنشط عنصرين , الهيدروجين وهو قابل للاشتعال ,الاكسجين وهو يساعد على الاشتعال .
ومع هذا يجتمعان فى سلام فى الماء ؟؟؟!!!!
تسلط روايتى الضوء على البشر الذين يكونون كالماء فى حياتنا, ربما لا نشعر لهم بطعم أولون أو رائحة ,ربما لاشكل ثابت لهم فى حياتنا ..ربما هم يشتعلون , أو قابلين للاشتعال , لكنهم ينسجمون معنا لأنهم يحبوننا , لأننا لا غنى لنا عنهم .
هؤلاء ربما أباء , أصدقاء ,أخوة , أزواج أو زوجات ,حبيب نفقده ونفقد عطاءه الذى لم نكن نشعر به .
هؤلاء يتسربون كالماء فى كل فراغات حياتنا الموحشة ويملاؤن كل ثغرة بحب ورضا , يفعلون هذا لأنهم حولنا ومعنا ويمكنهم العيش من أجلنا, لا ينتظرون مقابلا .هل ينتظر الماء مقابلا ليروى ظمأ أحدا ؟؟!
ومع استمرارهم فى حياتنا نفقد الاحساس بهم برغم أنهم هم من وهبنا الحياة وأسس لها , وملأها بكل النضارة وجرى فى جميع شرايينها .
وبرغم هذا لا نتوقف ونبحث عنهم , لا نراهم لأننا اعتدنا على جريانهم فى شرايين حياتنا .
ثم فجأة بمنتهى الغباء نقرر قطع هذه الشراييين وطردهم خارج أجسادنا واقصاءهم من حياتنا , وبقدر ما تكون هذه جريمة لا تغتفر وبقدر ما هىمصيبة سرعان ما ندركها .
لا نتوانى عن قتلهم بمنتهى البرود ونحن نضحك ظنا أنهم لا معنى لوجودهم .
نعتقد بمنتهى الغباء أنهم لو خرجوا من حياتنا فلن نتأثر, ولن نشعر بالفرق , لكن هى مجرد ليلة واحدة بعد أن نخرجهم من حياتنا , لنكتشف الجريمة الكبرى فقد انتحرنا دون أن نعرف .
بقدر ما جرحناهم ,لكنهم بطبعهم لا يتوقفون عن الجريان , لكن فى شرايين أخرى تحتاج أليهم , لكن وقتها تكون شرايننا نحن جفت وبدأت الروح فى الزهق .وبدا لنا أننا قتلنا أنفسنا لأننا حرمناها من الماء العذب الذى كان يرويها .
ربما أحيانا هذا الماء قد يتغير لكنه يبقى سر حياتنا , وفى النهاية نحن من حرمنا أنفسنا منه بمنتهى الغباء والغرور , معتقدين أن هناك ما هو أهم من الماء !!!!!
وهل هناك ما هو أهم منه ؟؟
وتلك هى خطيئة حنان ,كنت أنا الماء الذى يجرى فى شرايين حياتها , فقررت قطع هذه الشرايين , ويعلم الله كيف هى بدون هذا الماء ؟؟
كنت أقص لصديقة هذا المعنى لعله يدرك أن ماء حياته لازال بين يديه ,وهو اقتنع وهذا اسعدنى جدا , ثم شأت اللحظة أن تستدعينى حبيبته لتفضى الى بالمها .فكان نصيبها أن تستمع لنفس القصة فتدرك أنها لازالت لديها فرصة قبل قطع شرايينها .
بقدر كبير من السعادة انتهت ليلتى لأنهما أدركا ما يفوتهما, ولأنى يوما تمكنت من ايصال رسالة مهمة وقوية , تعلم منها شباب يحتاج الى الحب .
ولكنى بقيت فى تهاية الليلة وحدى حزينا لأنى تذكرت قصتى التى تكررت مع كل من عرفتهن , أنا لا أتوقف عن الجريان لكنهن أخترن قطع شرايينهن بأنفسهن .
ربما أنى لدى عيوبى وعندى كثير من  الاخطاء لكنى مثل الماء انتشر فى كل خلايا الجسد  .
وحين أخرج تخرج معى الروح رغما عنى , ربما أنى من يخطىء لأنى لا أمنحهن فرصة عادلة .
لأنى أتمكن من الوجدان بهدوء لأنى أعرف طريقى داخل النفس البشرية , الا أنى اتألم حين لا يدركن ماهية وجودى ويقررن التخلص منى , كلمة حق أنا لست الشخص الذى يؤذى لكن رغما عنى أحب بكل كيانى وانتشر فى كافة تفاصيل الأخرين , اتسلل الى كل خلية فى جسد الحبيبة , وحين تطردنى للأسف لا تدرك أنها تزهق روحها دون أن تشعر
بالطبع هناك من يتهكم ومن يسخر ومنيظن أنى مغرور , والحقيقة لست كذلك أنا فقط أجيد لم شتات مشاعرى , واتمكن من صياغتها حين أحب حقا وهذا نادر .
واتوقع من الحبيبة أن تفهم أهمية مشاعرى لى ولها , لكن دوما أطلب الصعب واضرب الرقم الخاطىء ,وتنتهى القصة بفراق وموت اكلينكى لقلب الحبيبة
فهى لا تدرك الا بعد رحيلى أن قلبها رحل معى ,وكلما جددت تجربة حياتها عادت متألمة لأان منها جزء بقى معى رغما عنها فلا تتمكن من استرداده ولا هو يريد العودة
ورغما عنى أمتلك كيان من أحب ,ولا أنوى أن افعل به شيئا سيئا فقط أرعاها وأهتم بها وأمنحها ما أستطيع ,لكن ثمن هذا أن ترحل كل مشاعرها معى حين تقرر أن تجرحنى وتلقى بكل مشاعرى الى أقرب سلة مهملات .
أظن أن هذا عدل , أعطى بكل أخلاص , وحين يقابل أخلاصى بالجحود والنكران, سيرحل معى قلب من جرحنى .وتتساوى الالام
هكذا الماء من لا يقدره ولا يحفظه ويدرك قيمته فأنه يموت من الظمأ.
ليس هناك سببا لأن نسكب الماء على الرمال ثم نبكىظمأ ونلهث من الجفاف ,هى نعم من الله وهبنا اياها بلا مقابل , فلندركها ونحفظها .
ولننعم بطعم الماء.